تلامذة نهارهم هَدَرٌ وليلهم سَهَرٌ .. من مُدمني الهواتف الذكيّة وتطبيقاتها الشقيّة

azpresse أزبريس الإخبارية22 أكتوبر 2020آخر تحديث :
تلامذة نهارهم هَدَرٌ وليلهم سَهَرٌ .. من مُدمني الهواتف الذكيّة وتطبيقاتها الشقيّة

الأستاذة: عزيزة بروك

منذ نعومة أظافرهم، وُضعت بين أيديهم هواتف غير اعتيادية، جيل اعتاد حمل الهواتف أينما حلّ وارتحل، في الغرف والأزقة وأماكن أخرى لا يليق الانشغال فيها بغير ما خصّصت له، وفي أوقات أدهى من وصفة لَعينة، قبل الأكل وخلاله وبعده وقبل النوم وبعده وقبل الخروج للدراسة أو العمل وخلالهما وبعدهما …

لا وقت لأنشطة أخرى إلا ما جاد به الهاتف المحمول على حامله بعد أن تبدوَ عليه أعراض الألم والصداع والغثيان والدوَار والطنين واضطراب النظر والرؤية والتعب، قد تصل حد الهلوسة بسبب كثرة التصفح والتنقل بين المعروضات من فيديوهات ومقاطع سمعية …

مع الجائحة، اعتاد الجميع رؤية أطفال ومراهقين يتصفحون هواتفهم الذكية بشغف وفضول وانهماك، مستمتعين بما يسمعون ويشاهدون باحثين عن المزيد، حتى أضحت مَحافظ مدرسية خالية من أدواتها، فيها شاحن كهربائي وسمّاعات ولوازم أخرى للهاتف.

قلّة من المتعلمين وطلاب العلم يستخدمون الهواتف الذكية لإذكاء معلوماتهم والرفع من قيمتها وجودتها والتسابق للظفر بأحدث المعطيات والبيانات والبحوث ويطورون قدراتهم ومعارفهم ويدعمون خياراتهم ويتعمقون في اهتماماتهم العلمية والعملية ويأخذون من الأداة منافعها ويعملون بالأصلح والأجدى.

مؤسفٌ تداولُ هاتفٍ بخصائص موحدة لا يحترم خصوصية وسن المستعمل، فهل ننتظر من شركات مُواطنة أن تنتج لتلامذتنا هاتفا ذكياً مدرسياً تربوياً تعليمياً خاليا من التطبيقات الشقيّة…؟

هناك آباء يتوفرون حاليا على هاتف نقال بدائي ويوفرون لأبنائهم هواتف ذكية بذريعة التعلم عن بعد أو التعلم الذاتي …

وحماية لأطفالنا وشبابنا من العطالة الفكرية والتعطيل الذهني والإدمان الإلكتروني المؤذي والانغماس والتيه وضياع الوقت وهدْر العمر في البحث عن متعة زائفة وتسلية مكلّفة وترفيه فيه من التسفيه والبلادة ما يحطم كل صغيرة وكبيرة في العقل البشري، وجب تقنين استعمال الهواتف المحمولة وإخضاعها للرقابة الأخلاقية والتربوية ومتابعة ومحاسبة التلاميذ عند ولوجهم المواقع الهدّامة والمواضيع المضيّعة ومنعهم من تحميل الألعاب الإلكترونية المخرّبة وحجبها عنهم وتعويضها بألعاب تربوية تعليمية تثقيفية هادفة …

يصعب الحديث حالياً عن الرقابة الذاتية مع أطفال ومراهقين كانوا يتسللون من أفرشتهم ليلا لمشاهدة القنوات بعد أن يقوموا بكتم صوت التلفاز لكي لا ينفضح أمرهم، والآن هم تحت أغطيتهم وبطانياتهم يقلّبون خِلسة أو علناً كل ما سبق وكل ما استجد إلى أن يطلع النهار ويخلدوا للنوم سوَيعات تاركين كل مسؤولياتهم تنتظر .. نظراً لعدم توفر الوقت الكافي لها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

التعليقات تعليق واحد
اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
  • جميلة
    جميلة 22 أكتوبر 2020 - 1:47

    لا فض فوك استاذة عزيزة
    المختصر المفيد ماجادت به اناملك

الاخبار العاجلة