الجيل الجديد من أعوان السلطة وسؤال الانتقاء و المساطر المعتمدة

azpresse أزبريس الإخبارية7 يوليو 2020آخر تحديث :
الجيل الجديد من أعوان السلطة وسؤال الانتقاء و المساطر المعتمدة

أعوان السلطة هم «عيون» وزارة الداخلية التي لاتنام، الأقرب إلى المواطن في حيّه، بمقر سكناه، محلّ تجارته ومقر عمله، يقومون بالعديد من الأدوار بالليل كما بالنهار، فهم عقارب الساعة الأمنية، والمنوطة بهم جملة من المهام في محطات الانتخابات، وهم أداة لتأكيد تواجد المواطن من عدمه، وضمان استحقاقية هذه الوثيقة أو تلك، المتعقبون لخروقات التعمير، والمبلغون لإشعارات استخلاص الضرائب، وغيرها من المهام المتعددة المنوطة بهم، التي حين التدقيق فيها، يتبين جسامتها ومدى أهميتها متى تم احترامها وتم القيام بها بكل أمانة.
أدوار ومهام جسام، ظل القيام بها لزمن لايعكس الوضعية المادية والاعتبارية لهذه الفئة من «موظفي» الداخلية، الذين عانوا الأمرّين على مستوى الاعتراف «الإداري» والأجر الشهري، وغيرها من التفاصيل التي شكّلت في وقت من الأوقات مطالب احتجاجية تم الإفصاح عنها جهرا، بعد طول صمت، وبعيدا عن كل أشكال القيود التي كانت تفرمل التصريح بالغضب، وهي المطالب التي خلقت تعاطفا واسعا من أجل تحسين وضعية هذه الفئة، التي أضحى اليوم عدد كبير من المنتسبين إليها من الجيل الجديد يقومون بمهام إدارية، بعدما خلت ملحقات إدارية ومصالح بعمالات متعددة من الموظفين الذين تقلّصت وتراجعت أعدادهم، وبات «المقدمين» يقومون بمهامهم، الأمر الذي يطرح بدوره أكثر من علامة استفهام؟
هذه الخدمات المتعددة، هي تفتح الباب للتساؤل من جهة حول المساطر المعتمدة في انتقاء أعوان السلطة، سيّما وأن عددا مهما تم إلحاقهم بالاعتماد على قرابات عائلية، ومن جهة أخرى حول مدى توفرهم على المعايير الأساسية، التي تنطلق من حسن الخلق والاستقامة والأمانة وصولا إلى الكفاءة والإلمام المعرفي، للقيام بهذه المهام على أكمل وجه، خاصة بالنسبة للجيل الجديد من الأعوان، قبل أن يتم تسليم هذا العون أو ذاك مهمة الإشراف على نفوذ ترابي معيّن، والحال أنه في بعض الحالات بمجرد الإلحاق يتم تسليم «مفاتيح» الأحياء لبعضهم، في غياب أي تكوين وتأهيل لهذه الخطوة التي كانت في سنوات خلت، تتطلّب أن يظل العون مرافقا لعون سابق مدة أعوام وليس مجرّد أشهر إلى أن «يهضم «كل التفاصيل اليومية المرتبطة بهذا العمل، دون إغفال أن عددا منهم اليوم، تطرح مسلكياته، على مستوى الهيئة والهندام والممارسة ، عدة أسئلة بخصوص تمثيل المؤسسة التي ينتمي إليها أمام المواطن خير تمثيل وبالكيفية التي تليق.
أسئلة مقلقة لاتقف عند هذا الحدّ، بل تتعاظم حدتها باستحضار بعض الحوادث التي وقعت هنا أو هناك، والتي تجعل نقاشا من هذا القبيل ضروريا لتحصين هذا الجسم من أية شائبة، وتفرض أن يتم تمنيعه ماديا ومعنويا، من خلال تحسين ظروف العمل، وتمكين أصحابه من التكوين المستمر، لأن الاختلالات التي وقعت هي ليست كسابقاتها المتعلّقة برشوة أو ابتزاز، وغض الطرف عن خطوة تعميرية، أو التزوير حتى، إذ أن عددا من أعوان السلطة اليوم تم إيقافهم، بعد متابعتهم ووضع بعضهم خلف القضبان لتورطهم في جرائم الاتجار في الممنوعات، وانخراطهم ضمن عصابات إجرامية لبيع الأقراص المهلوسة وغيرها من المسلكيات ذات النفس الإجرامي، التي تجعل من تحديد مسطرة الانتقاء أمرا ملحّا وجب إعادة النظر فيه، شانه في ذلك شأن التكوين والتكوين المستمر، المتشبع بالنصوص القانونية، التي تحدد مساحات الحقوق والواجبات بكيفية لاغموض فيها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة