الكفاءة المهنية في تربية الابناء

azpresse أزبريس الإخبارية28 أغسطس 2017آخر تحديث :
الكفاءة المهنية في تربية الابناء

الكفاءة المهنية  في تربية الابناء

في خضم ما أصبح يشاهد في الواقع المعاش داخل مجموعة كبيرة من العلاقــات المجتمعيــــة و خصوصا من تصرفات تصنف على الاقــل بين المنحطة و الطائشـــة و اللامســـؤولة لفتيان و فتيات لم يبلغوا سن الرشد القانوني طبقا للقوانين المعمول بها،  ومنه اننا نستنتج أن هناك خللا في تقييم و تقويم هذه الفئة من الأساس، بمعنى من التربية داخل البيت، وبالتالي ان المؤكد هنا و الذي سنتكلم عنه و كسؤال  من يرشد و من يربي و من يمنح الاخلاق و المبادئ،  و أكيد اذا ما كنا نتكلم عن الكفاءة المهنية في الوظائف الممارسة في الحياة فلن يختلف اثنين معي  حول اذا ما صنفنا تربية الأبناء بمهنة كباقي المهن أو أهم مهنة يمكن ان تمارس في الحياة، فأي كفاءة لدى الاباء المعاصرين مقارنة بالواقع المعاش و الذي اصبح يعيش تمردا على الاخلاق و المبادئ و الثقافة و حتى العرف السائد في المجتمع، و هل التطور و التحول الحاصل في المجتمع لم يجعل للآباء أي سلطة في تربية الأبناء؟  هي أسالة كثيرة و محيرة تنتاب العديد من الاشخاص سنجيب عنها في سردنا لثنايا هذه المقالة.

ان في الآونة الأخيرة اصبحنا نجد مجموعة من التصرفات لا مبرر لها داخل الوسط المجتمعي الخاص و العام من قبيل التحرش الجنسي المبالغ فيه، الاغتصاب العلني كما وقع في حادثة حافل النقل الحضري بمدينة الدار البيضاء أيضا حادث ممارس مجموع من القاصرين الجنس على حيوان بالإضافة لمجموعة من الممارسات التي تخرج عن نطاق الدرس، هذان فقط مثالين اثنين من مجموعة من الأشياء التي أصبحت تمارس بشكل شبه يومي، لكن مع تفاقم هذه الممارسات بدأ السؤال يتار بشكل كبير حول دور الاباء في تربية الأبناء و بأصح العبارة حول كفاءة الاباء المعاصرين – وهنا لا نعمم لان التعميم من شيم الحمقى كما يقال –  في وظيفتهم اذ من الواجب ان نرجع الذنب لصاحبه و بالتالي وجب ان نناقش ما مذا فاعلية التربية التي يقدمها الاباء اذا ما كانت هناك أصلا تربية.

ان الجيل الحالي اصبح أقرب الى مجموعة من الأمور التي تبعده عن اباءه و أولياء أموره، و على الجهة المقابلة من ذالك نجد هناك اباءا مرتاحين بالابتعاد عن ابناءهم كأن الالة أو شبكة التواصل الاجتماعي أو الشارع كفيل بتربيتهم متناسين انهم هم  أساس نشأة و تكوين الابن أو البنت، فإذا ما فقط حملناهم مسؤولية التربية لمدة ستة سنوات سنجد انها بالايام تصل لما مجموعه   6588  ساعة في السنة  و بالموازات اذا ما قارنها بعدد الساعات التي يقديها الابن أو البنت في المدرسة و التي مجموعة من الإباء يحملونها المسؤولية سنجد ان عدد الساعات يصل الى 288  ساعة في السنة اذا ما اخدنا معدل 6 ساعات في اليوم على مدار السنة دون ان نخصم منها العطل السنوي و الدورية و أيام الراحة، و هذا لا يعني اخلائي للمؤسسة التربوي لمسؤولياتها بل فقط لان مقالي يستهدف جزءا من المنظومة ككل و هو الاباء و كفائتهم في تربية الأبناء، و بالتالي ان ما يقديه الأبناء رفقة الاباء في الحال العادية هو 22 مرة ضعف ما يقدونه في المؤسسة التربوية، و بالإضافة الى هذا فالمفارقة العجيبة اننا نجد في نفس القسم و بنفس الأستاذ و الحارس العام و المدير و البواب و نفس الطاولة تلميذين أحدهما سيئ الاخلاق و الاخر جيد الاخلاق، فهل تساؤل الاباء ما هو السبب و ما هذه المفارقة؟ و هل لهم القدرة على استيعاب انهم هم ذاتهم السبب أي الاباء، فلماذا الاباء يلومون المؤسسات التعليمية اذا ما جردناها بهذا المعدل و هذه المقاربة من الشق التربوي للأبناء.

و من السؤال الأخير لابد من نقاش موضوع البلوغ لدى الاباء و كما صنفه مجموعة من الباحثين و العلماء في هذا التخصص حيث أجمعوا  جميعا ان البلوغ هو تحمل المسؤولية وقول انا المسؤول عن هذا و داك،  “مثلا انا المسؤول عن الحالة التي فيها ابني اليوم سواء جيدة أم سيئة” و الدليل عليها رغم ان المجتمع يلوم على الدوام المؤسسة التربوية فيما يحصل للابناء اننا نجد انه اذا ما صدر فعل سيئ في  الشارع من طرف طفل معين  فإذا كان الطفل لا يمث لك بصلة فأكيد ستسمع عبارة شهيرة  و هي عبارة عفوية ” الله يلعن لرباك” بإشارة للاباء، و في ذات السياق لابد من مقارنة الأجيال السابقة بالاجيال الحالية و تربية كلا الجيلاين و أنت عزيزي القارئ لك التخيل، فحتى لفظة سيجارة لم تكن تذكر امام رب الاسرة أما اليوم أظن و لا أعمم فأصبح الاب و الابن يتناوبون على تناول تلك السيجارة، و غيرها من الأمور التي نعتبرها خط أحمر في مجتمع محافظ مبني على الاحترام و العادات و التقاليد.

في ختام هذه المقال اود أن أعيد نفس السؤال الذي أتمنى من الاباء ان يطرحوه عى أنفسهم “أي كفائة مهنية لهم كأباء” اذا ما وجدنا الام لا تفارق التلفاز و علاقتها بالابن “قم،افعل،لا…” و هي كلها أفعال امر، و علاقة الاب هي علاقة مبنية على المصلحة وتلخص في الماديات و ما جاورها، متناسين المصاحبة و المراقبة و لنا في الفتاة الرضيعة التي قتلت على يد أمها دون ان تلاحظ الام ذلك و هي تزعاجها اثناء مشاهدة مسلسلها، دليل إضافي لطرحنا الذي تبنيناه،  و في الختام فطلبي لك(ي) افتخر بابنك ناجحا أو فاشلا متخلاقا او دون دلك، فتلك نتيجة ما منحته من عناية و سماد لبذرة انت زرعتها، فالفلاح لا يبلي أي اهتمام لفلاحة جاره وان رأها تذبل بل يسعد و يفرح لان بضاعته ستكون ذات قيمة أكبر في السوق.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة