عيد الأضحى بدكالة.. تقاليد راسخة ومهن موسمية

azpresse أزبريس الإخبارية28 أغسطس 2017آخر تحديث :
عيد الأضحى بدكالة.. تقاليد راسخة ومهن موسمية

عيد الأضحى بدكالة.. تقاليد راسخة ومهن موسمية

تختلف عادات الشعوب العربية والإسلامية في الاستعداد لعيد الأضحى.. ويتميز المغاربة بعادات وتقاليد تسبق الاحتفال بهذه السنة النبوية المؤكدة، تتجلى في إحياء روح التعاون والتضامن، وانتعاش الحركة الاقتصادية، حيث تظهر مهن مرتبطة بهذه المناسبة، غير أنها لا تخلو من بعض المظاهر التي تقض مضجع الكثيرين.

انتعاش اقتصادي

تشكل عملية اقتناء الأضحية أهم ما يميز “العيد الكبير” في دكالة، حيث تلجأ العائلات إلى اقتناء أجود الأضاحي مهما كان ثمناه، فمن جهة تدخل الفرحة على الأطفال الذي يحتفلون بـ”الكبش”، ومن جهة أخي للتباهي أمام الجيران بأكبر وأسمن خروف.

وتفتح الاسواق أبوابها أمام الزوار الراغبين في اقتناء أضاحي العيد منذ الإعلان عن أول يوم من شهر ذي الحجة، حيث يتنافس العارضون في إبراز أجود ما تتميز بهم الكباش والماعز والأبقار التي يعرضونها أمام الزوار.

“كلنا معيدين”

وإذا كان المغاربة يتنافسون في اقتناء أفضل الأضاحي وأجودها مهما كان ثمنها، إلا أن هناك فئات كثيرة تقض مضجعها المضاربات التي يعرفها سوق الأضاحي، كما توجد عائلات لا تستطيع اقتناء أضحية العيد، وهو يدفعها إلى الاقتراض، أو بيع أثاث المنزل.

وجود فئات محرومة من الاحتفال بعيد الأضحى بالمغرب، يحرك أواصر التكافل الذي يتميز بها الشعب المغربي، حيث تسهر عدة جمعيات إحسانية واجتماعية على إدخال الفرحة على قلوب الفقراء والمحتاجين، وذلك من خلال تكفلها بشراء أضحية العيد لهذه الأسر، بينما تفضل أخرى على اقتسام الفرحة بين العائلات، وذلك بشراء أضاحي واقتسامها.

مهن موسمية

وإلى جانب بيع أضاحي العيد، تنتشر مهن موسمية مرتبطة بهذه المناسبة منها بيع علف الأغنام وسط شوارع وأزقة الأحياء الشعبية، وشحد السكاكين، والاتجار في الفحم والشوايات والقضبان الحديدية وغيرها من لوازم العيد.

وتلقى تجارة التوابل رواجا مهما، حيث تحرص الأسر الدكالية على اقتناء مختلف صنوفها لاستخدامها في تحضير وجبات خاصة مثل “المروزية” والتقلية “طهي أحشاء الخروف”، وتجفيف اللحم تحت أشعة الشمس “القديد” ،فضلا عن أكلات أخرى تختلف من منطقة إلى أخرى.

وفي صبيحة يوم العيد يتوجه الناس صوب المساجد والمصليات لأداء صلاة العيد، مرتدين الزي التقليدي المغربي المكون من الجلباب و”البلغة”، قبل أن يعودوا إلى منازلهم لمباشرة نحر الأضحية سواء بأنفسهم أو الاستعانة بجزار، لتنطلق عملية غسل أحشاء الكبش، من قبل ربات البيوت اللائي يقمن بشواء الكبد، وبعض أحشاء الأضحية، وتوزع قضبان اللحوم المشوية على أفراد الأسرة مع كؤوس الشاي وتؤكل بقية الأضحية في اليوم التالي حسب التقاليد.

عادات في طريق الانقراض

تبرز عدة مظاهر احتفالية ليلة العيد بعدة مناطق بدكالة ، منها عادة تراثية يطلق عليها ” احليلو” حيث يتبادل أبناء الجيران بتبادل الرشق بالماء “بوجلود” أو “السبع بو البطاين”، وتقوم على لف أحد الأشخاص نفسه بجلود الماعز أو الخرفان، ويحفه العشرات من الأطفال، حيث يجوبون الشوارع محملين بالشعلات النارية، ومرددين بعض الأهازيج الشعبية التي تتميز بها منطقتهم، ثم يطوفون على الأهالي الذين يتصدقون عليهم ببعض المال أو جلود الأضاحي، إلا أن هذه العادات وأن كانت لا تزل حاضرة في بعض المناطق، إلا أنها بدأت تسير نحو الانقراض، بسبب انشغال الأجيال الصاعدة، وعدم اهتماهم بالحفاظ على الموروث الثقافي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة