أهمية المراهَقة في حياة أبنائنا ودورها في إعدادهم وتأهيلهم لمرحلة الشباب وتداعيات سوء استغلالها

azpresse أزبريس الإخبارية3 نوفمبر 2020آخر تحديث :
أهمية المراهَقة في حياة أبنائنا ودورها في إعدادهم وتأهيلهم لمرحلة الشباب وتداعيات سوء استغلالها

الأستاذة :عزيزة بروك

تتزامن فترة المراهقة مع الدراسة الثانوية الإعدادية والتأهيلية وتمتد علميا من عُمْر 11 إلى 19 سنة، فهي تتوسط الطفولة والشباب.

تتميز مرحلة المراهقة بتسارع النمو جسمانيا وذهنيا وعاطفيا… وقد تؤثر تغيراتها بالإيجاب أو السلب على تعلم الفتيات والفتيان حسب درجة وعيهم بنفعها وأهميتها.

إن المتغيرات ذات صلة بعقل المراهق وفكره وذهنه المتمثلة في زيادة مستويات التفكير والإدراك والتحليل والاستنتاج والتركيب وصولا إلى النقد والتقويم والتخيل والتجريد والإبداع، لمِن شأنها إنْ استثمرت الاستثمار الأمثل أن ترفع نسبة الذكاء وتصنع التفوق الدراسي وتنجب لنا مبدعين في سن الفتوة مؤهلين ليكونوا علماء وأدباء ومفكرين ومخترعين ومهنيين محترفين وأناسا واعيين مثقفين يسهمون في التنمية والتقدم والازدهار.

أما المتغيرات ذات صلة بالجسم فإن نمو العضلات والزيادة في القامة واكتساب خصائص الراشد، من شأنه أن يزيد القدرة على تحمل مشاق التعلم بالاعتماد على النفس في القيام بالمهام اليومية المعيشية والدراسية وقد تصنع لنا أبطالا في مختلف الرياضات …

بينما المتغيرات ذات صلة بالمشاعر والأحاسيس والانفعالات فإن العاطفة الجياشة والمفعمة للمراهق تساعده على تبادل المحبة بسخاء مع والديه وإخوته وعائلته وأيضا أساتذته وأصدقاءه وآخرين ليحظى بمكانة أسرية ومدرسية واجتماعية تسهل له التواصل والتعايش وحسن الاندماج.

 للأسف غالبية المراهقين والمراهقات يجهلون قيمة هذه المكتسبات ويسيئون لأنفسهم ويضيعون فرصة الارتقاء بقدراتهم الذهنية، فيستسلمون أثناء التحصيل الدراسي للشرود والسهو وأحلام اليقظة والانفلات الذهني والأفكار السلبية ويقاومون ويرفضون التعلم ويتقبلون فقط ويقبلون على ما هو بسيط وسطحي وسهل دون بدل مجهود للفهم وإعمال للعقل، ويُتعبون ويُرهقون من حولهم حد السخط والاستياء من مرحلة باتوا يعتبرونها حرجة ومقلقة.

ومما يزيد خطورة على مسارهم الدراسي هو استعمال قوّتهم الجسمانية المكتسبة في مرحلة المراهقة لأعمال العنف والفوضى والشغب والاعتداء على الآخرين واستعراض العضلات والإغراء لإثارة الجنس الآخر، فتظهر عليهم علامات الجنوح والانحراف والرغبة في الممنوع وتعاطي المخدرات … مما يجرهم سريعا إلى الهاوية.

وقد يعتقد المراهق بأنه أصبح شخصا لا سلطة لأحد عليه فيتطاول على والديه وإخوته وعلى أساتذته ويشتكي منه الجيران ويحترس منه الأقران ويصبح وجوده مصدر ازعاج للجميع، فيخسر دراسته مبكرا ويندم متأخرا لأنه يستقبل مستقبله الضائع بعقل فارغ وجسم منهك وشعور بالذنب مدى الحياة.

إن المراهقة فرصة عظيمة لبناء الذات واستدراك ما فات وتهيئ لما هو آت، فاغتنم عزيزي المراهق مراهقتك قبل شبابك للسفر من يوم مرهق إلى غد مشرق.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة